هل نحن صحراويون من الدرجة الثانية ؟؟؟
دخلت قضية الصحراء ضمن المشاكل العويصة
والمعقدة التي تواجه الأمم المتحدة ، فقد عرف مخطط التسوية الأممي عدة إشكالات
حالت دون تنظيم الاستفتاء فرضها البطء في عملية تحديد الهوية والناتج عن مجموعة من
العراقيل التي حكمت عليه بالاستحالة .
وعليه فقد عمدت الأمم المتحدة إتحاد مجموعة من
المبادرات لحلحة المشكل ،لكنها لم تراوح مكانها بسبب تعنت الأطراف، فجاءت فكرة اتفاق
الإطار والتقسيم وخطة السلام من أجل تقرير مصير الشعب الصحراوي ، لإيجاد رؤية
واضحة تصب في اتجاه التسوية، لكنها باءت بالفشل ، وطرحت مبادرة الحكم الذاتي 2007، لكنها هي الأخرى تعاني تعقيدات عدة حالت
دون اقتناع الشعب الصحراوي بالفكرة في ظل وضع حرج لحقوق الإنسان بالمناطق الصحراوية
وفق تقارير أجنبية أكدت ذلك.
وهكذا فإن ساكنة "واد نون" تظل بدون تصور حقيقي حول المكانة التي تتوفر عليها داخل هذا النزاع ، الذي يعتبر من
أقدم النزاعات على القارة الإفريقية،وطرح العديد من المرات في أوساط القبيلة سؤال مفاده ( ما موقعنا من نزاع الصحراء الغربية؟). فتارة نجد أنفسنا صحراويون بما تحمله
الكلمة من معنى ، وتارة أخرى نعتبر أنفسنا مغاربة أكثر من المغاربة أنفسهم، فازدواجية
المعايير هاته تصعب من تحديد الهدف في ظل غياب قيادات سياسية فعالة ترسم الطريق
لأبناء المنطقة من تحديد هويتهم السياسية.
من هذا المنطلق
بات من الضروري لأطراف النزاع إعطاء تصور واضح يوجه فكر ساكنة واد نون وفق منظور
إستراتيجي معين، يصب في صالح طرف على حساب الطرف الآخر ، والأكيد انه لا وجود لحل
في ظل إقصاء ساكنة عريضة تحمل هوية معينة وهي: ''صحراويون بالفطرة شاء من شاء وكره
من كره ''.
ومما لا شك فيه أن هذه الساكنة المحددة سلفا
''ساكنة وادنون'' تعاني الأمرين على أرض الواقع ، فالمغرب يتعامل معها بمنطق
مواطنون مغاربة وبالتالي الامتيازات التي تعطى لصحراويي الساقية الحمراء تفوق
بكثير ما تتوفر عليه هذه الساكنة، وفي بعض الأحيان يصفها المغرب بالانفصال وهناك
العديد من الأمثلة على ذلك، هذا من جهة ، من جهة أخرى ووفق تصور عنصري تذهب العديد
من الأوساط المثقفة في الساقية الحمراء إلى إعطاء شروحات مفادها "أن هذه
القبائل أناس لا علاقة قانونية وشرعية بنزاع الصحراء وليسوا مسجلين في قوائم الأمم
المتحدة الخاصة بتحديد الهوية".
ومن هنا يبدو
واضحا أن الأطراف لم تحدد بعد مواقفها من هذه القبائل ، فإن كنا صحراويين وجب على
الجبهة الشعبية الدفاع عن قضايانا المصيرية والتعامل من منطق المساواة في الحقوق
والواجبات بين جميع القبائل الصحراوية واعتبار القبيلة جريمة وطنية كما جاء على
لسان مفجر ثورتها الخالدة ، او إن كنا نخدم الأجندة السياسية المغربية المفروض على
المغرب إعطائنا الوسائل والإمكانات التي ترضي طموحاتنا ، ويجب عليه نسيان أننا
قبيلة راديكالية ، والتذكر دوما أننا أصبحنا نولي للعمل السياسي ما يستحقه من
الحنكة ونكران للذات . فهل نحن ياترى صحراويون من الدرجة الثانية ؟؟ وما موقعنا من
النزاع في ظل التغيرات العميقة التي يشهدها الملف؟؟.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمكنكم مشاركتنا بآرائكم واقتراحاتكم