الجمعة، 19 أبريل 2013

لبيرات .. أنفكو الصحراء ... !!!




     لا يختلف عاقلان  منا على أن لبيرات الجماعة القروية التابعة لإقليم أسا الزاك ، تنتمي للصحراء غير النافعة  بكل المقاييس ،  فهي تستهلك ولا تنتج ، تأخذ ولا تعطي  ،  وميزانتها السنوية  تقدر بحوالي  174 مليون سنتيم تعاني من الإختلاس والتقزيم لأبعد الحدود .. فكيف إذن لجماعة قروية هشة و بهذه المؤهلات من إنصاف قاطنيها وتوفير لهم أبسط شروط الحياة الكريمة ؟؟.
    نعلم علم اليقين أن القاطنون الحقيقيون للبلدة  لا يتجاوزون عدد أسرة واحدة من " أهل الصحراء "، بينما عدد ساكنتها الرسمي وفقا للإحصاء العام للسكان والسكنى 2004 يفوق 2400 شخص ، هذا يعطي إشارة  قوية على تغيير الحقائق الواقعية بأخرى لم تكن في الوجود أساسا  من طرف  جهات متعددة من أبرزها  وزارة الداخلية و مجلسنا المنتخب لأسباب قد يطول الحديث عنها أهمها رمزية الصحراء للمغرب ، و الجهل والمصالح الشخصية ، وحب الذات ،،،  إلا أن  أهالي لبيرات  أناس  راضون بقدرهم ومتشبثين بالأرض  الصحراوية بمناخها وتضاريسها وخصائصها ،  متناسيين  قسوة الحياة بكل دلالاتها وحمولاتها ، أملهم في تغيير حقيقي للسلطات الوصية التي لم تنصفهم في يوما من الأيام .
 فمنذ أسبوع تقريبا غطت قناة العيون الجهوية قدوم قافلة طبية للجماعة القروية لبيرات  ، نظمتها جمعيتي الإخلاص والتعاون والتواصل بمعية جمعية التحدي لمحاربة الفقر والهشاشة بتنسيق مع المندوبية الإقليمية للصحة قدموا من خلالها خدمات طبية للمستضعفين ومساعدات رمزية لهم  ، فشوهد أهالي الجماعة   يتحدثون وبصوت عالٍ في تصريحات لهم  شاكرين من قام بهذه البادرة الطيبة والتي تستحق التشجيع والتنويه كونها تركت  أثرا طيبا في  نفوس الساكنة ، فما أطيبكم يا ساكنة لبيرات ؟ وفي أي حقبة زمنية انتم تعيشون ؟؟
    فيصح هنا القول بأن الفقير يبحث عن الأكل والغني يبحث عن الشهية ، فأهالي لبيرات وبكل موضوعية يبحثون عن الإلتفاتة النوعية مهما كان مضومها وطبيعتها ، فحملة طبية لمعوزي البلدة فكرة تستحق منا وقفة تأمل مهما كانت الغاية من ورائها ، لعلنا نستطيع تقديم لأهالي لبيرات حملات طبية أكبر وأشمل ، ولعلكم لاحظتم من خلال شريط الفيديو على موقع اليوتوب طيبوبة المستفيدين  هناك والصدق الملاحظ على وجوههم ، والأشياء التي لم نلمسها من خلال الشريط تكمن في الكرم ، حسن الضيافة ، والبساطة ، هذه الصفات أصبحت منعدمة في العديد من بشر اليوم ، فهنيئا لنا ببساطتكم وكرمكم ، وأفضل الحقب هو تواجدكم ووفائكم لبلدة نائية لا تعرف أحيانا في محيطها القريب !!!.
   إذن لبيرات أنفكو الصحراء بكل امتياز ، فإذا كانت الشتاء والبرد القارس سببا في وفاة العديد من الأطفال هناك  بالأطلس ، فإن الحرارة هنا بالصحراء  في فصل الصيف تصل لأعلى مستوايتها مما ينتج عن ذلك وفياة  بضواحي الجماعة نتيجة العطش وإغماءات وكذلك نظرا للدغات الحشرات السامة والأفاعي ،  ناهيك عن عدم توفر مكيفات تقي الساكنة من حرارة المناخ وانعدام التطبيب الإستعجالي  ويصبح  الطلب أكثر من العرض في غالبية الأحيان   ،،، بالإضافة للعديد من الصعوبات التي  لايتحملها سواهم  ... فهل ستحظى لبيرات بالإلتفاتات حقيقية من لدن أصحاب الضمائر الحية ..
هنا لبيرات... أخيثوها .
ابن لبيرات 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنكم مشاركتنا بآرائكم واقتراحاتكم