العبور الإلكترونية
بقلم : سواخ براهيم
يجزم الكثير أنه له طابع خاص في كيفية تدبير الشأن المحلي بالمنطقة، ممارسات وإجابات يشوبها نوع من الغموض و نوع من الهزل وتارة إلى حد من الجنون، يقول كل من قصد مكتبه إنه لا يجيد حتى مسلكيات الحوار و النقاش و الجدال، لتبقى النتيجة الحتمية هنا " مخارج حلول مطالب وإشكاليات المنطقة التي تعتبر تجسيدا لمعانات أهلها مدخلا لا يراوح كواليس مسرحيات هزلية مجانية لشخصية كوميدية هزلية يقدمها لزائريه بالمجان"، فكيف " لولد دحمان" أن يكون له منصبا سياسي كممثلنا على ساكنة آسا الكادحة من طرف رأس هرم النظام السياسي المغربي ؟
للإجابة على هذا السؤال الذي يعتبر نافذة أوسع لمعالجة الكيفية التي يجابه بها الممثل الوحيد و الأوحد في الإقليم لملف المجازين، لا بأس أن نوجه رسالة مبنية على تحليل عميق لهذا الموجود الغير موجود في الحقيقة في الإقليم إلى أولئك الذين يلقوا بسهامهم على هذا الإنسان العدمي و يلصقوا به سمات السذاجة و غياب الوعي السياسي و حتى الأكاديمي حتى يأخذ تأشيرة و منزلة رجل سياسة محنك لترجمة حلول إجرائي لمطالب المجازين و لإشكاليات المنطقة البنيوية المتجهة في صيرورة لا تنقطع إلى التأزم، و البعض الآخر لا يقف عن نعته بالجاهل، كلها أحكام إلى حد ما منطقية و مبنية بالأساس على طبيعة شخصية الرجل العدمي، لكن واقع الأمر هو أنهم أرادوه أن يكون جاهلا، فإذا حاولنا النبش على على بعض جوانب تاريخ (قبيلة أيتوسى) أحد مكونات المجتمع الصحراوي و عمقها التاريخي، فصفحات هذا التاريخ لا تدلنا إلا على ما أسميه أنا ب " الخدمة المجانية لنظام السياسي المغربي" كذراع واقي لنكباته العسكرية و صراعاته المسلحة التوسعية لا غير، و كعربون لتضحياتها البشرية المهمة يقدم لها رأس الهرم السياسي القائم بالمغرب شخصية جاهلة لتسوس أمورها، الشيء الذي يفرض إلمامها بواقعها البئيس الذي أراده العلويين أن يبقى محافظا على تمظهرات البداوة، و مجابهة مطالب أبنائها إلا بالقوة المادية و عسكرة المدينة بعد أن إستطاعو أن يتحرروا من ويلات الجهل وعودتهم بالشواهد سعيا منهم للالتفاف على مكتسباتهم العادلة و المشروعة التي قسمو القسم و عهدوا ألا يتنازلون عنها ، و هي صور و سيناريوهات تعود بنا إلى أيام الديكتاتور البصري و كأنه مازال على قيد الحياة، و ( قبيلة أيتوسى) لا زالت في الأمس القريب تبايع و تبارك المخزن كأننا في زمن العبودية و زمن العبودية أصبح في سجل تاريخ تحرر الإنسانية ليتوج العبد بتحرره من قبضة السيد.
لكن نأمل بزوغ زمن الإنعتاق من الظلم و البطش و التهميش و النظرة القاصرة لأنه يغذيه النظام السياسي المغربي بنفسه بدون أن يعي ذلك و تشكل مقدماته الأولى أساليبه التقليدية البدائية في تدبير شؤون حاضرة آسا، أما من أردناه أن يكون في خط "الصراع الطبقي" إلى جانب كادحي آسا و مجازيها و معطليها في صراعهم مع السلطة السياسية المحلية و النظام السياسي، لا نجده إلا يرتكن في زاوية " التعاون الطبقي" أي تعميق الهوة بين فقراء المنطقة و القوى المعطلة و العاطلة و بين البناء الفوقي بشكل عام.
فخير ما أختتم به " لا تعطوه ما يستحقه من المنزلة في النقاش و الجدال "، لأنه لا يعدو كونه خريج المختبر المخزني لإبادتكم، لكن وجه نضالكم لصانعيه و للساهرين على المختبر الذي يفرخ الجاهلين مثله، فيا مجازي آسا " فبين سندان الحراك الشعبي و مطرقة المقاومة السلمية و المعقلنة ستنتصرون " و إلى الأمام نصر من الله و فتح قريب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمكنكم مشاركتنا بآرائكم واقتراحاتكم