بقلم : الحسين الشركاوي
لا فرق بين مطلع الأسبوع ونهايته في مدينة العيون عاصمة الصحراء الغربية ، المقاربة الأمنية المشددة في الآونة الأخيرة أصبحت مألوفة ، لكنها تخفي وراءها مشاكل اجتماعية واقتصادية جمّة يعاني منها الشباب الصحراوي و يحاول التحايل عليها والتحرّر منها عبر الظهور من وراء الحواسب في أغلب الأحيان وبأقل الخسائر المادية والمعنوية ، ولا يختلف اثنان من أبناء الصحراء الأحرار أن الطريقة الوحيدة للخروج من دائرة الضغوط والهموم التي يواجهها الشباب الصحراوي ، هي النظر للعالم من وراء شاشات الحواسب والتعاطي مع القضية من خلال نقاشات في الفيس بوك والتويتر ومواقع اجتماعية أخرى ، أفضل بكثير من التسكع في الشوارع المكتظة برجال الأمن أو الجلوس في المقاهي بدون فائدة تذكر.
إن ظاهرة تنامي أعداد رجال الأمن بالمدينة وعسكرتها أصبحت واقعا ملحوظا تشهده الصحراء وتطرح العديد من الأسئلة العميقة من قبيل : لماذا لا تكون هناك مقاربة تنموية شمولية بدل المقاربة الأمنية الفاشلة ؟؟ ماهو جديد الترسانة الأمنية في تغيير الواقع من الأساس بالمدينة بعدما تأكد عجزها عن حل المشكل ؟؟، وأين حرية الرأي والتعبير الذي يتبجح بها المغرب على الدوام؟؟ وهل انعدمت ثقة المغرب في الصحراويين عقب أحداث اكديم إزيك الشهيرة ؟؟ .
وفي تطور نوعي ولافت لجهاز الأمن بالعيون ، أصبحنا نلاحظ أن العناصر الأمنية بالزي المدني أكثر عددا من اللذين يرتدون البِدْلَاتْ ، ويحملون الأسلحة البيضاء والعصي ، فلا تكاد تفصل بين رجل امن وقاطع طريق فكلاهما يتوفر على سلاح أبيض ، وهذا إن دل فإنه يدل على شيء واحد هو انعدام الثقة والخوف من الصحراويين الأشاوس ، كما أنها تدخل في إطار الحرب النفسية التي تشنها وتمارسها هذه الأجهزة الأمنية على المواطن الصحراوي المؤمن بعدالة قضيته الأولى.
والواقع إن الإمكانيات الغير متكافئة بين الشعب الصحراوي والمغرب ، تشجع هذا الأخير على القيام بهجمات غير متوازنة تفاقم الوضع الإنساني بالمنطقة ، وهو ما لاحظناه بالفعل حين خرجت أعداد كبيرة من المواطنين بالعيون خلال زيارة روس الأخيرة للتنديد بالوضع المزري الذي تعيشه الساكنة على كافة المستويات ، وكذا المطالبة بتقرير المصير، الشيء الذي قوبل برد عنيف من طرف القوات المخزنية المغربية بمختلف تلاوينها ، مما ينبئ بوضع كارثي في المستقبل القريب أمام متناقضات رئيسة : هي شعب لا يكل ولا يمل في المطالبة بحقوقه المشروعة والعادلة ، ولا يهاب القمع ويكره الاستبداد ، وسلطات مخزنية مدججة بمختلف الأسلحة المشروعة والغير مشروعة من أجل السيطرة على المدينة وإسكات الأصوات المعارضة للتوجهات المغربية .
إذن هذه صورة مصغرة للوضع بشكل عام في الصحراء الغربية ، التي تُنتهج بها المقاربة الأمنية ، بدل المقاربة الماكرو – اقتصادية أو التنموية ، نفس التصعيد تقريبا نشاهده بكافة المناطق المحتلة وبنفس الحدة ، لكن السؤال المطروح هو كيفية الهروب من الواقع المرير ؟؟ فلا بد من تغيير الأوضاع على الساحة ، والضغط على المغرب للانصياع لقرارات المنتظم الدولي الداعية إلى احترام حق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال، ووضع حد لمعاناته بالمناطق المحتلة ، ورفع الحصار الأمني المفروض على الصحراويين وترك لهم الحق في تقرير مصيرهم ..
لا فرق بين مطلع الأسبوع ونهايته في مدينة العيون عاصمة الصحراء الغربية ، المقاربة الأمنية المشددة في الآونة الأخيرة أصبحت مألوفة ، لكنها تخفي وراءها مشاكل اجتماعية واقتصادية جمّة يعاني منها الشباب الصحراوي و يحاول التحايل عليها والتحرّر منها عبر الظهور من وراء الحواسب في أغلب الأحيان وبأقل الخسائر المادية والمعنوية ، ولا يختلف اثنان من أبناء الصحراء الأحرار أن الطريقة الوحيدة للخروج من دائرة الضغوط والهموم التي يواجهها الشباب الصحراوي ، هي النظر للعالم من وراء شاشات الحواسب والتعاطي مع القضية من خلال نقاشات في الفيس بوك والتويتر ومواقع اجتماعية أخرى ، أفضل بكثير من التسكع في الشوارع المكتظة برجال الأمن أو الجلوس في المقاهي بدون فائدة تذكر.
إن ظاهرة تنامي أعداد رجال الأمن بالمدينة وعسكرتها أصبحت واقعا ملحوظا تشهده الصحراء وتطرح العديد من الأسئلة العميقة من قبيل : لماذا لا تكون هناك مقاربة تنموية شمولية بدل المقاربة الأمنية الفاشلة ؟؟ ماهو جديد الترسانة الأمنية في تغيير الواقع من الأساس بالمدينة بعدما تأكد عجزها عن حل المشكل ؟؟، وأين حرية الرأي والتعبير الذي يتبجح بها المغرب على الدوام؟؟ وهل انعدمت ثقة المغرب في الصحراويين عقب أحداث اكديم إزيك الشهيرة ؟؟ .
وفي تطور نوعي ولافت لجهاز الأمن بالعيون ، أصبحنا نلاحظ أن العناصر الأمنية بالزي المدني أكثر عددا من اللذين يرتدون البِدْلَاتْ ، ويحملون الأسلحة البيضاء والعصي ، فلا تكاد تفصل بين رجل امن وقاطع طريق فكلاهما يتوفر على سلاح أبيض ، وهذا إن دل فإنه يدل على شيء واحد هو انعدام الثقة والخوف من الصحراويين الأشاوس ، كما أنها تدخل في إطار الحرب النفسية التي تشنها وتمارسها هذه الأجهزة الأمنية على المواطن الصحراوي المؤمن بعدالة قضيته الأولى.
والواقع إن الإمكانيات الغير متكافئة بين الشعب الصحراوي والمغرب ، تشجع هذا الأخير على القيام بهجمات غير متوازنة تفاقم الوضع الإنساني بالمنطقة ، وهو ما لاحظناه بالفعل حين خرجت أعداد كبيرة من المواطنين بالعيون خلال زيارة روس الأخيرة للتنديد بالوضع المزري الذي تعيشه الساكنة على كافة المستويات ، وكذا المطالبة بتقرير المصير، الشيء الذي قوبل برد عنيف من طرف القوات المخزنية المغربية بمختلف تلاوينها ، مما ينبئ بوضع كارثي في المستقبل القريب أمام متناقضات رئيسة : هي شعب لا يكل ولا يمل في المطالبة بحقوقه المشروعة والعادلة ، ولا يهاب القمع ويكره الاستبداد ، وسلطات مخزنية مدججة بمختلف الأسلحة المشروعة والغير مشروعة من أجل السيطرة على المدينة وإسكات الأصوات المعارضة للتوجهات المغربية .
إذن هذه صورة مصغرة للوضع بشكل عام في الصحراء الغربية ، التي تُنتهج بها المقاربة الأمنية ، بدل المقاربة الماكرو – اقتصادية أو التنموية ، نفس التصعيد تقريبا نشاهده بكافة المناطق المحتلة وبنفس الحدة ، لكن السؤال المطروح هو كيفية الهروب من الواقع المرير ؟؟ فلا بد من تغيير الأوضاع على الساحة ، والضغط على المغرب للانصياع لقرارات المنتظم الدولي الداعية إلى احترام حق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال، ووضع حد لمعاناته بالمناطق المحتلة ، ورفع الحصار الأمني المفروض على الصحراويين وترك لهم الحق في تقرير مصيرهم ..