البيرات بين مطرقة التهميش .. وسندان الأوضاع النفسية الصعبة .......
إبان الحرب التي شهدتها الصحراء الغربية بين الجيش الشعبي الصحراوي و القوات المسلحة الملكية المغربية ، شكلت فيها منطقة البيرات التابعة لنفود عمالة اسا/الزاك حاليا ، واحدة من أهم الجبهات اشتعالا ، لكون هذه المنطقة كانت نواة للعديد من الوحدات التابعة للجيش المغربي إضافة إلي بعض المدنين من مختلف القبائل ( أيتوسي، ركيبات، يكوت، إزركيين ،.... ) هؤلاء المدنين كان أغلبهم يمارس التجارة بالإضافة إلى بعض الرحل.وبفعل الهجمات المباغتة التي كان ينفذها عناصر الجيش الشعبي الصحراوي على هذه الوحدات المتمركزة بالبيرات ، كانت تسقط أعداد كبيرة من القتلى في صفوف الجيش المغربي مع كل هجمة وسط حالة من التذمر والذعر و اليأس و الإحباط الذي كان يسود في صفوف هؤلاء الجنود ،إضافة إلي ماراج حينها من أقاويل حول خيانة بعض قيادات هذه الوحدات، و نتيجة لكل هذا، كانت هنالك خسائر جد فادحة في صفوف الجيش المغربي من جنود و عتاد .ولعل خير دليل على ذلك ، جثث هؤلاء الجنود التي لازلت و إلى حدود اليوم لم توارى الثرى، و بتالي إن كنت من سكان هذه الجماعة لن تستغرب إن وجدت جثة أمامك وهي محللة ، بل أنه لا يوجد واد بهذه الجماعة لا توجد به جثث لم يتم دفنها إلى حدود الساعة ( أم الدول ، ضلعت لمزرب...، أم سليف ،،،.الخ)، وهذا ما يخلق حالة نفسية جد صعبة في صفوف الساكنة نظرا للإشاعات والأقاويل التي تدل على أن الأرواح تتحرك بالليل ... وفي الظلمة الحالكة ، تبحث عن من يشاركها أحزانها والآمِها من التهميش الذي اطالها من قِبل المسؤول عن وضعها ...
وفي إعتقادنا فإن الجيش المغربي اختار أن يدفن العتاد عوض الأموات، وهو ما يدل عليه العدد الكبير من الدبابات و المركبات التي تم دفنها تحت التراب حتى لا تصبح عار على جبين هذا الجيش ، و تكون شاهدا علي مدى جسامة وحجم تكبد القوات المغربية لخسائر كبيرة في هذه المنطقة.وبالنسبة للأموات التي تم دفنهم فنجدهم اليوم في مقابر جماعية هنا و هناك، بلا أسوار ولا أية إشارة تدل على أنها مقابر للأموات مسلمين ، أو أي شئ يحفظ حرمتهم من {الدواب أو ماشابه ذلك }،التي يجب أن تبقى فوق كل اعتبار.
لكن لا يخفى عليكم المشهد اليوم في هذه الجماعة ، الوضع مأساوي إلي حد كبير ، بحيث من كتبت له زيارتها مؤخرا سيلاحظ بالملموس أن العديد من البشر الأحياء في عداد المفقودين وكأن الجماعة لتوها خرجت من كارثة طبيعية {زلزال}، فالمنازل مدفونة تحت الكثبان الرملية ، وهي تحوي العديد من الأحياء ، ولسان حالها يقول ،" اننا أصبحنا في تواصل دائم مع هذه الأرواح ، لكن يصعب علينا التواصل مع مجلسنا المنتخب "،
في حين أن هناك جثث مضى عليها 3 عقود و أكثر لم تجد من يدفنها و قبور تنتهك حرمتها بقصد أو بغير قصد
فأين المسؤولين ياترى من كل هذا…. ؟ وهل يمكن أن نصنف هذه الجماعة مقبرة جماعية منسية تضم الأحياء و الأموات، في مشهد غريب إلى أقصى الحدود.... !؟
إبن البيرات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمكنكم مشاركتنا بآرائكم واقتراحاتكم